الثلاثاء، 17 فبراير 2015

العرب القدماء

العرب القدماء
       

قد بدأت الهجرة العربية من الجزيرة منذ القدم وأخذت طريقها في أولها باتجاه الشمال و وصلت طلائعها  إلى بادية الشام وتحول البعض ونزل الهلال الخصيب، و انتقلت مجموعة عربية ونزلت سواحل شرق الخليج وساحت فيها إلى أبعد من ذلك ونزلت سواحل خليج عمان وبحر العرب، بينما تحول الآخر منهم مع البداية من بادية الشام أيضاً إلى شرق مصر ونزلوا وادي النيل.


   و يقول أحد المؤرخين: إن العرب أبناء سام عليه السلام في هجرتهم القديمة وصلوا إلى الشمال الأفريقي والبلقان وإيطاليا وأسبانيا وفرنسا وبلاد الشمال.


وعن هذه الهجرات التي جاءت في أوائلها من جزيرة العرب نشأت بعض حضارات ما قبل التاريخ في العراق وسوريا ومصر.


ويقال: إنهم جاؤوا إلى تلك البلدان أفواجاً وعلى موجات متتابعة، ودار الفلك دورته فإذا بأوطانهم الجديدة تمنحهم قوميتهم و أسماء جديدة، فهم في العراق
 " أراميون" ثم "بابليون" و “كلدانيون” و “حمورابيون” وهم في مصر “الرعاة” و “الهكسوس” بينما هم في سورية “أراميون” و “كنعانيون” ثم “فينيقيون”


 وقد جاء أسمهم في معناه مشتقاً من (المياه الكثيرة الصافية ذات الجريان الشديد ) التي كانت تنعم بها الجزيرة مهدهم قبل أن يصيبها الجفاف ويؤثر فيها وقد يؤيد اللغويين ذلك المعنى بالقول في تفسيرهم لكلمة (العرب) ومشتقاتها، فقد ورد قولهم في أغلبه مقروناً بـ(الماء) بحيث قالوا: (العرب): الماء الكثير الصافي. وقالوا: (عرب البير): كثر ماؤها. (وعربة): النهر الشديد الجري، والجمع (عربات)، وكم من الأمكنة التي في جزيرة العرب حملت اسم (عربة) كباحة إسماعيل في مكة وغيرها، فقد سميت (عربة) لوجود ماء (زمزم) فيها. كما تكلموا عن كلمة (عربات) وفسروها بسفن رواكد كانت على مياه دجلة. وعن (التعريف) قالوا: الإكثار من شرب الماء الصافي. وعن (الأعراب) قالوا: هم الذين يرتادون الكلأ ويتبعون مساقط الغيث ومظان المياه، لا مناطق الجفان والصحراء. ونكتفي بما سبق لنقول: إن ما ذكره العبرانيون في كتب لغتهم عن معنى كلمة (العرب) والتي فسروها بأنها تعني: “الصحراء والجفاف والبدو” ما هي إلا مزاعم باطلة، بحيث أكد الجولوجيون وعلماء الآثار عكس ذلك وأثبتوا رطوبة الجزيرة العربية ما قبل التاريخ والقرآن الكريم أصدق شاهد فقد جاء به ما يؤيد ذلك ويدحض مزاعم العبرانيين بدعواهم وما قالوه عن العرب وجزيرتهم، فقد جاء به من النصوص ما يشير بالذكر لأحوال الجزيرة وما كانت تتصف به أيام العرب الماضية، فقد جاء في سورة الأنعام قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾



أول العرب القدماء ظهورا" بعد الطوفان






قوم عاد
أول حضارة في التأريخ.
نسلهم من عاد بن كنعاد بن عوص بن إرم بن سام عليه السلام.
هاجر أسلافهم من آزال و استقروا في حضرموت.
يتكون قوم عاد من ثلاث عشر حي مختلطين بأخوانهم من آل إرم و آل أرفخشذ أبناء سام عليه السلام.
منازلهم بالأحقاف في حضرموت ما يعرف الآن بصحراء الربع الخالي و مركزهم بوادي مغيث، حكموا العالم إلى حدود الصين و منابع النيل، قال تعالى: ﴿وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً﴾.
عبدوا من دون الله صداء و صمود و هباء.
بعد موت شديد بن عاد حكم أخوه شداد و كان متغطرسا" جبارا" ظالما" مثل أخيه.
كان نبي الله هودا" من آل أرفخشذ من بني الخلود أشرف القبائل في تلك الدولة.
تجبر قوم عاد و دعاهم نبي الله هود عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
سفه و كذب قوم عاد نبيهم و اتهموه إلا رهط قليل ممن آمن برسالته.
بنى شداد مدينة إرم من الذهب و الفضة و الياقوت و الزبرجد و جعل ترابها المسك و الزعفران و ذلك تحديا" منه لنبي الله بأنه يستطيع بناء جنته الخاصة على الأرض و أخذ بناءها مدة سبعين سنة و تجهيزها سبعين سنة أخرى و قيل أكثر من ذلك بخمسمائة عام.
انتهت كل أعمال البناء و اكتملت المدينة فعاقبهم الله بالقحط و الجفاف مدة ثلاثة أعوام.
أنذرهم نبي الله من العذاب الأليم، فطلبوا ذلك العذاب إن كان من الصادقين.
أمر شداد بن عاد سبعين رجلا" على رأسهم قيل بن عنز و معه من كبار القوم لقيم بن هزال و عثيل بن عاد و مرثد بن عفير و جلهمة بن خبير ليستسقوا في مكة عند أبناء عمومتهم العماليق - جرهم الأولى و كانت من عاداتهم اذا عضل عليهم أمر و شق أن يتضرعوا في مكة.
نزلوا في ضيافة سيد جرهم الأولى معاوية بن بكر اللوذي شهرا"  و كانت أمه كلهدة بن خبير أختا" لجلهمة.
حبس معاوية بن بكر اللوذي مرثد بن عفير عندما عرف الوفد إيمانه بالنبي هود عليه السلام.
استسقى القوم و تمنوا أحلك السحاب و أسودها" ظنا" منهم أن فيها المطر.
تجهز قوم عاد للرحيل إلي مدينتهم عند رؤيتهم السحاب و خلفهم على ملكهم مرثد بن عاد ، فصاحت امرأة اسمها مهدد بعد أن صرعت  بأن السحاب فيها عذاب أليم . قال تعالى ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25).
دمر الله  قوم عاد بريح صرصر سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام قتلتهم بأن كانت ترفع الرجل و ترمي به على أم رأسه و تنتزعه انتزاعا حتى يرى جوفه كأنهم أعجاز نخل خاوية.
دفنت مدينة إرم في كثبان الرمال و احتمى نبي الله هودا و من معه في حظيرة.
و انتهت حضارة عاد و اختلط نسب القلة التي آمنت بالله من قوم عاد في بقية العرب و ضاعوا فيهم و خلفهم في أرضهم فيما بعد القحطانيون.








ثمود
نسلهم من ثمود بن عامر بن جاثر بن إرم بن سام عليه السلام.
هاجر أسلافهم من ثمود في حضرموت أيام حقبة مملكة عاد إلى مكة ثم استقروا بعد دمار قوم عاد في الحجر.
منازلهم شمال الحجاز نحو جنوب بادية الشام، بين المدينة المنورة و تبوك حاليا"، مركزهم بالعلا (ديدان)في وادي القرى و يسمى الحجر، حكموا باسم بني لحيان مملكة ديدان المعينية الثمودية سيطروا على  جزيرة العرب و بادية الشام و كانت مصر تحت حمايتهم .
عبدوا من دون الله ذو غابة و ود و سلمان و بعل سمن و عجلبون.
بعث الله إليهم سيدا" من ساداتهم اشتهر بالحكمة و الصلاح هو صالح بن عبيدالله بن أسف بن ماشج بن عبيد بن جادر بن ثمود.
كان قومه قبل بعثته يرجون أن يكون ملكا" عليهم لما لديه من صفات الحكمة و القوة.
عندما أعلن نبي الله صالح رسالته كذبوه و غاروا منه و تشاءموا به.
كانوا يبنون القصور في السهول و ينحتون الجبال بيوتا".
•  حذرهم من العذاب فتحدوه في عيد لهم بأن يدعوا آلهتهم و يدعو إلهه بأن يأتي لهم بآية هم يختاروها.
أخذ نبي الله عليهم المواثيق بأن يؤمنوا به إن أظهر آيته.
تفنن القوم سخرية بطلب الآية فطلبوا خروج ناقة من صخرة معروفة و طلب آخر أن تكون حاملا بعشرة شهور و قال الآخر أن يكون لونها أحمر و طلبوا أن تكون كثيفة الوبر و طلبوا أن تكون أضخم ناقة في العالمين بحيث تشرب يوم و يشربوا يوم.
انشقت الصخرة و خرجت الناقة كما طلبوا و اشترط النبي صالح عليهم شروطا بكيفية تعاملهم معها و حذرهم من إيذائها.
آمن سيد القوم جندع بن عمرو و قليل من الناس و ظل البقية الكثيرة على الكفر و استفادوا من لبنها و كفتهم.
تضايق القوم من وجود الناقة و اجتمعوا على قتلها هي و صغيرها و أوكلوا هذا الأمر إلى شخص يقال له أحيمر ثمود لأنه كان أحمر الشعر أزرق العينين يقال انه ابن زانية كان منيعا" في القوم هو قيذار بن سالف بن جذع باتفاق المؤرخين.
كان ﻷحد رؤوس ثمود ذؤاب بن عمرو زوجة تدعى عنيزة و كان لها  صاحبة هي صدقة و صدقة هذه فارقها زوجها ﻷنه آمن فكانتا شديدات العدواة لنبي الله صالح.
وعدت عنيزة بتزويج إحدى بناتها الحسان لقيذار و و عرضت  صدقة نفسها على ابن عمها مسطع بن المحيا على أن يعقرا الناقة كمكافئة لهما.
كان لقيذار مجلس خمر يجتمع هو أصحابه مسطع و دعمي و دعيم و هرم و هريم و داب و صواب و رياب يفكرون مترددين كيف يعقروا الناقة فتحدت قطام و قبال خليلتا قيذار و مسطع أن يعقرا الناقة لكي يمزجا ماء البئر بالخمر في اليوم الذي منعوا فيه من الشرب.
اخذ قيذار و أصحابه المواثيق من سادة القوم بالحماية  و استشاروا في قتلها سرا" جميع القوم فردا" فردا" فأجابوه بالموافقة.
انتظر قيذار و أصحابه الناقة و ابنها عند عودتها ليلا  إلى القرية فحاولوا إيذائها لكن خاوفها فجشعهم قيذار بعد أن كسر أرجلها الخلفية بالسيف فوثبوا عليها و قتلوها و بعدها أخذوا يلاحقون ابنها فحاصروه عند أحد الجبال فرغى ثلاثا" قبل أن يقتلوه.
أصبح القوم فرحون و يتراكضون إلى الناقة الكل يأخذ ما يستطيعه من لحمها و لحم ابنها إلا المؤمنين.
غضب نبي الله صالح و بكى آسفا" عليهم و وعدهم بالعذاب الأليم خلال ثلاثة أيام .
اتفقوا سرا" أن يقتلوا نبي الله و المؤمنين الذين معه بالليل ﻷنه هددهم بالعذاب القريب و ينكرون  لقبيلته ما سيحصل له و إن لزم الأمر يقتلوا قبيلته عن بكرة أبيهم.
بدأ العذاب و التدمير بالتسعة بأن دمر الله عليهم البيت و في رواية ارسل الله عليهم حجارة فضخت رؤوسهم جميعا".
خرج صالح عليه السلام و من معه  خارج المدينة.
أيقن القوم بوقوع العذاب بخروج صالح عليه السلام و مقتل التسعة.
في اليوم الأول أصبحت وجوههم صفراء فخافوا و اليوم الثاني احمرت وجوههم فأخذوا يبكون و باليوم الثالث اسودت وجوههم فحفروا قبورهم.
في اليوم التالي بدأ العذاب برجفة جعلتهم يجثمون على الأرض ثم بدأت الصواعق تنزل عليهم من السماء و أخيرا" صاح فيهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة أوقفت قلوبهم و فتتهم.
هربت فتاة نجت إلى مدينة قريبة و قصت عليهم ما حدث و كانت منهكة و عندما سقوها الماء أهلكها الله عز و جل.
رجع صالح عليه السلام إلى مدينته ليرى قومه مصروعون فألقا عليهم كلمته ثم ذهب إلى فلسطين في مدينة الرملة و قيل أنه رجع إلى مكة و أما من بقي من المؤمنين فتوزعوا في الأمصار.





حضوراء (أصحاب الرس(
قال تعالى: وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا
اختلف في قوم حضوراء من أي السلالات هم فمن من قال بأنها من القبائل القحطانية و منهم من مال إلى كونهم من بني يافث عليه السلام و لكن الأرجح أنها كانت سلالة متفرعة من ثمود و كانت إحدى القرى التابعة لها إبان حكمها.
اختلف العلماء أيضا" في مكان حضارتهم بسبب تسمية الرس لمدن كثيرة فقيل في أذربيجان و قيل شرق الحجاز و قيل بنجد و قيل في مأرب لكن الأرجح أنها غرب مدينة صنعاء.
قيل أن القوم كانوا في نعمة من العيش لكن طائرا" عملاقا" كان يخطف في كل يوم منهم فردا" حتى شق عليهم ذلك.
اختلف في نبيهم الذي ارسله الله عز و جل لهم و لكن الأرجح أنه شعيب بن ذي مهدم الذي كان يدعوهم لعبادة الله وحده.
عبدوا شجرة ضخمة قيل اسمها الدرخة كانت تظل قريتهم.
خلصهم نبي الله ابن ذي مهدم من ذلك الطير.
دعا على شجرتهم فماتت و تهشمت أغصانها و جذوعها فاتهم القوم نبيهم بقتلها.
أخذوا نبيهم و قتلوه فرموه في أحد الآبار يقال له الرس.
خسف الله بهم و ببئرهم فهلكوا و من تبقى منهم أخذته الصيحة.
قيل بأن الله سلط عليهم الملك بختنصر بمساعدة النبي دانيال عليه السلام.





طسم
نسلهم من طسم بن أزهر بن لاوذ بن سام عليه السلام.
هاجر أسلافهم من اليمن إلى قلب جزيرة العرب مع أخوانهم جديس.
كانت منازلهم في الخضراء بين واديين الوتر و العرض واديي البطحاء و حنيفة (الرياض حاليا").
سيطروا على منطقة نجد.
كان لطسم ملك يحكمها اسمه عملوق و كان ظالما" فاجرا" يسعى لإذلال جديس بأي وسيلة.
حضر إلى قصره هزيلة بنت مازن الجديسية و زوجها ماشق الجديسي ليحكم لهما بعد تنازعهما حضانة ابنهما بعدما افترقا.
بعد سمع شكواهما و من شدة  ظلمه حكم أن يكون الإبن من غلمانه.
ندم الوالدين فأخذت هزيلة تقول شعرا" عن ظلم عملوق ملك طسم.
انتشر شعرها حتى بلغ عملوق نفسه فقرر إذلال نساء جديس كلهم بأن تزف كل عروس من جديس إليه قبل زوجها.
ارغمت جديس على حكم عملوق حتى أصبحت هذه عادة من عاداتهم.
تزوجت عفيرة بن غفار الجديسي أخت الأسود بن غفار و كان سيدا" من سادات جديس ولكنه لم يستطع مخالفة الملك.
زفت عفيرة إلى عملوق قبل زوجها.
بعد أن خلى سبيلها الملك غضبت عفيرة على قومها و شقت ثيابها و خرجت إلى قومها عارية  تنوح و تقول شعرا" في ذل جديس.
أثار ذلك حزن أخيها و قال شعرا" أثر في جميع القبيلة.
اجتمع سادة جديس لينظروا أمرهم و اتفقوا على مؤامرة لقتل الملك و سادة طسم بل و إبادة قبيلة طسم كلها.
أشارت عفيرة بمجابة طسم و مقاتلتهم فإما النصر و إما الموت شرفا".
أشار الأسود على قومه بقتل الملك و سادة طسم غدرا" حيث أن طسم أكثر قوة و عددا" و عدة.
أولم الأسود وليمة و دعا فيها الملك و سادة طسم.
عندما استهلوا البدأ بالطعام باشر كل فارس من جديس بأخذ سيفه المدفون بالرمل و قتل من بجانبه من طسم و قتل الأسود الملك عملوق.
بعد قتل سادة طسم اكملت جديس الهجوم على قبيلة طسم في ديارها فاكثروا فيهم الذبح و لم يبقوا أي حي من قبيلة طسم.
هرب من المذبحة رجل واحد هو رباح بن مرة الطسمي و فر إلى اليمن.
هكذا انتهت قبيلة طسم و  اختلط نسب من بقي من نسائهم بقبيلة جديس و بأهل اليمن.



جديس
نسلهم من جديس بن أزهر بن لاوذ بن سام عليه السلام.
هاجر أسلافهم من اليمن إلى قلب جزيرة العرب مع أخوانهم طسم.
كانت منازلهم في وادي خضرمة في جؤ (الخرج حاليا" جنوب الرياض).
كانوا المنافسين لقبيلة طسم في الزعامة لكن طسما' اخمدوا كل طموح لهم.
اختصارا" للأحداث ظلمت قبيلة جديس من طسم فانتقمت جديس من طسم و أبادوهم و هرب رباح بن مرة الطسمي إلى اليمن ليستنجد من ملكها حسان أسعد أبو كرب بن تبع الحميري و قيل الملك ذوجيسان بن أفريقس أثناء حكم الفرس.
احتال رباح بن مرة على ملك اليمن ليقنعه بنصرته على قبيلة جديس بأنهم عبيدهم و قد قتلوا أسيدهم.
اعترض وزراء ملك اليمن على نصرة طسم لكن الملك لم يأخذ بمشورتهم و انطاق بحيش كبير ليقضي على جديس.
قبل وصولهم ﻷرض جديس أخبر رباح بأن له أخت متزوجة من جديسي زرقاء العين ترى على بعد ثلاثة أيام تدعى يمامة بنت مرة الطسمية و أشار عليهم بأن يحملوا أشجارا" أمامهم عند المسير.
رأت اليمامة الجيش الجرار مختبأ خلف الأشجار فأخبرت و حذرت  القوم و لكن لم يصدقوها و أخذوا يسخرون منها.
باغت جيش اليمن جديس و قتلوا رجالهم كلهم و سبوا نساءهم و غلمانهم.
اقتلع ملك اليمن عين اليمامة و صلبها في الصحراء.
هرب الأسود بن عفير الجديسي إلى طيئ و مكث حتى شاخ فلا استوطنت بعض قبائل اليمن عرفوه و قتلوه.
هكذا انتهت جديس و اختلط نسبهم في طيئ و في سباياهم و غلمانهم باليمن.




أميم
نسلهم من أميم بن عبد ضخم بن إرم بن سام عليه السلام.
استوطنوا في رمال سعد في ظفار بين عمان و حضرموت و كان مركزهم هو مدينة وبار (المدينة المفقودة(
كانت لهم حضارة مزدهرة سيطرت مابين واحة يبرين بالأحساء إلى حدود اليمن لكنها اختفت بسبب كارثة طبيعية مجهولة.
هاجر من تبقى من سلالة وبار بن أميم إلى صنعاء و اختلطت ذريتهم فيها.
اكتشفت في زمننا هذا موقع مدينة وبار.




قوم عبيل
انحدروا من نسل أميم بن عبدضخم.
هاجر أجدادهم من صنعاء إلى الشمال.
عندما مروا على أرض وافرة الخضرة و الماء انفصل منهم جزء بقيادة يثرب بن قيانة.
البقية كونوا مملكة إبلا شمال غرب سوريا و سيطروا على الشام و نصف بلاد الرافدين حتى سيناء جنوبا" و كانت مملكة مشهورة بقوتها الاقتصادية حتى احرق مدينتهم نارام سين الأكادي لكنهم كشعب بقي في المنطقة.
عاش أهل يثرب العبيليون بسلام في مدينتهم الجديدة المحصنة بالجبال ينعمون فيها و لم يمانعوا تواجد الوافدين الجدد من المناطق المجاورة لوفرة الغذاء و الماء.
•  خالطهم العرب الكنعانيون و اصبحوا يشكلون بهذا المزيج أهل يثرب حتى جاء اليهود و خالطوهم و قل عددهم و لم يبقى منهم عند مجيئ الأوس و الخزرج إلا حي صغير اسمه بني أنيف و عند هجرة النبي صلى الله عليه و سلم لم يبقى إلا بضع يتميزون بضخامه البنية.



قوم جرهم الأولى
يرجع نسبهم إلى جرهم بن عبدضخم بن إرم بن سام عليه السلام.
جرهم ممن كانوا على سفينة نوح مع جده و كان عمره حين ذلك أربعة عشر عاما" و كانت فيه علامات الصلاح.
بعد الطوفان بفترة نزل مكة حتى تكاثرت ذريته و استحوذت على مكة و فيهم سدنة الكعبة.
بغت جرهم الأولى و كثر فسادها و عبادتها للأوثان فسلط الله عليهم الذر حتى خرجوا من مكة و عاقبهم الله بالجدب حتى هلكوا.
حاول العرب الكنعان السكن بعدهم بمكة لعظمها لكن الجدب الشديد حال بينهم و بين ذلك.







العماليق الجبابرة
هم السواد الأعظم للعرب القدماء من بني إرم.
يرجع نسبهم إلى عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام عليه السلام.
موطنهم الأصلي جنوب الجزيرة العربية.
هاجروا على شكل سلسلة من الموجات المتتالية إلى أنحاء متفرقة من الجزيرة و شمالها.
عبدوا من دون الله في غالبية شعوبهم آلهات تشترك بعضها مع بعض الآلهة عند الفراعنة و الإغريق و الآشوريين و لكن أهم الآلهة الخاصة بهم عشتاروت و بعل و كانت فئة منهم تعبد الإله الأوحد إيل.
أول  هجرة و حضارة كانت لبني جاسم الذين هاجروا من حضرموت إلى شرق الجزيرة العربية.
كونوا مملكة عظيمة مزدهرة ضمت عمان و شرق الجزيرة العربية و نجد.
كانت عاصمتهم جزيرة عشتاروت (تاروت) و كانت فردوس كأنها الجنة و كانت لهم مدن رئيسية كالجبيل و صور و جزيرة دلمون (البحرين حاليا").
• تقول الأسطورة على ألسن أهل المنطقة بأن بني جاسم طغوا و تجبروا بالبلاد بعد أن أنعم الله عليهم برغد العيش و الجنات المحيطة بهم و عبدوا الآلهة عشتروت و ملكارت فأرسل الله لهم نبيا يعظهم لكن حق عليهم العذاب فارتفعت جزيرة تاروت إلى السماء ثم قلبت و خسفت بأرض.
هاجر من تبقى من بني جاسم و تفرقوا في الجزيرة.
انخزل منهم العموريون سكنوا جنوب شرقي غور الأردن إلى شرق الشام حتى نهر الفرات و كونوا ممالك متفرقة بين حلب و بابل دمر العموريون الحضارة السومرية بالتآمر مع العيلاميين حكام الأحواز.
يتكون الشعب العموري من الآراميين (الأخلاميين) الذين سكنوا وسط الشام و شمالها إلى مجرى نهر دجلة و الفرات و كونوا إمبراطورية بابل الكلدانية التي قضت على الحضارة الآشورية و عاصمتها بابل.
وحدهم الإمبراطور حمورابي و اتسعت دولتهم من الأحواز إلى سواحل البحر المتوسط و انتهت دولتهم على يد الفرس فيما بعد و اختلطوا مع أخوانهم الكنعانيين.
الماتونيون هم العموريون البدو الذين آثروا التنقل في بادية الشام و العراق.
الكنعانيون هم الطائفة الأكثر تكاثرا" و انتشارا" و قوة في بني عمليق.
• هم العدو اللدود لبني إسرائيل و تواجهوا معهم في معارك كثيرة منها معركة جالوت.
• جاءوا على شكل موجات كبيرة من الهجرات المتتالية اختزالا" من بني جاسم القادمون من جنوب الجزيرة العربية
سكنوا على سواحل الشام و انتشروا في المنطقة المعروفة الآن بلبنان و فلسطين و شرق غور الأردن و كونوا ممالك قوية و حضارة اتسعت من سواحل البحر المتوسط الشرقية و جزره حتى سواحل الأطلسي و أجزاء من شبه جزيرة أيبيريا (أسبانيا) و شبه جزيرة إيطاليا.
سماهم الإغريق الفينيقيون و سماهم الفراعنة الهكسوس.
أنشأوا مدنا" كبرى كانت عواصم حضارتهم مثل صور، صيدا، بيروت، طرطوس، طرابلس، عكا و جبيل على ساحل الشام.
و قرطاجة،مصراتة، طرابلس الليبية، صفاقس، طنجة و سبتة على الساحل الجنوبي للمتوسط.
و مالقا و قادس و هيلفا على الساحل الإسباني و بيبثيو على الساحل اليوناني.
و بالميرو و كالياري و اوريستانو على سواحل الجزر الإيطالية
كما انشأو مدنا في صقلية و سردينيا و قبرص
حكمت سلالة سيفيروس الفينيقية الإمبراطورية الرومانية مدة قرن من الزمان.
مازالت سلالة العرق الفينيقي الكنعاني خالصة و متواجدة في لبنان بشكل خاص و منتشرة في ربوع الشام و بادية العراق.






المراجع
المعتقدات الكنعانية - خزعل الماجدي
موسوعة الفلكلور و الأساطير العربية - شوقي عبدالحكيم
برنامج خط الزمن -  د. راغب السرجاني
الصراع بين الكنعانيين و العبرانيين - أحمد القاسم