أصل العرب

أصل العرب

العرب إثنية سامية تسكن جزيرة العرب و بادية العراق و الشام و بلاد الهلال الخصيب و سواحل بلاد فارس و جبال القوقاز و صحراء سيناء و صعيد مصر و سواحل شمال إفريقيا.

موطنها الأصلي جزيرة العرب و منبعها أرض اليمن و تحديدا صنعاء ( آزال ) للجيل الأول من العرب القدامى (ذرية سام عليه السلام ) و حضرموت للجيل الثاني من العرب الجدد ( ذرية عابر).

و قد ظهر في أواخر العصر الأموي و بداية العصر العباسي مصطلح العرب العاربة أي العرب الأصليون و يقصد به القحطانيون  و العرب المستعربة أي العجم الذين تعربوا  و يقصد به العدنانيون أولاد إسماعيل عليه السلام و العرب البائدة الذين هلكوا و انقرضوا و يقصد به الأقوام الضاربة في القدم من العرب أمثال عاد و ثمود سيأتي ذكرهم لاحقا.

و هذه الاصطلاحات غذتها العصبية و الصراع الدائم الذي ظهر ذلك الزمن من عصر الإسلام في الأندلس بين القبائل القيسية و القبائل اليمنية.

القبائل القيسية للتوضيح هم سواد المضريين العدنانية ينسبون إلى قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و بتفاخرهم بأنهم هداة البلاد ﻷن النبي صلى الله علية و سلم بنسبه مضري  و منهم الخلفاء و الحكام،  أثار ذلك حفيظة اليمنيين و جعلهم ينسبون أصل العرب لهم كقحطانيين مفخرة،  و هذا ما وقع فيه كثير من المؤرخين.

و يرجع الصراع إلى القدم عندما كان عرب الجنوب اليمنيين هم المسيطرين على أراضي عرب الشمال العدنانيين حتى قامت ثائرة العدنانيين و ألحقوا الهزائم الساحقة باليمنيين على يد (ملك معد) كليب وائل بن ربيعة التغلبي  و منها بدأت الحروب و التنافس بين القحطانيين و العدنانيين.

                                  ...........

" هذا ما دسه اليمنيون من تسمية أنفسهم بالعرب ( العاربة ) والعدانانيين بالعرب (المستعربة) وعرب الأقطار المفتوحة بالعرب (المستعجمة)." أ. أيمن النمر

و قد أوهم اليمنيون العالم أنهم أصل العرب و نسوا أخوانهم بالدم  ، كما أنكرت بني إسرائيل أولاد عمومتهم الكنعانيين.

و المقصود هنا هم القحطانيون ، إذ أن اليمنيين القحطانيين ليسوا أصل العرب في الواقع كما يصفون.

بما أن القحطانيون ينسبون إلى يقطان بن عابر كما جاءت النصوص في التوراة و عابر هو النبي هود عليه السلام كما أكد على ذلك كل من الخطيب و العيني و ابن هبة الله و الامام النووي و ابن كثير رحمهم الله ،و إنما لقب عابرا ﻷنه عبر الصحراء بعد دمار قومه عاد و يقطان  هو قحطان،

و العدنانيون ينسبون إلى اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام،

و نسب ابراهيم عليه السلام جاء من فالج بن هود عليه السلام،

و هودا من ذرية أرفخشذ بن سام،

و هودا عليه السلام كان عربيا بعث إلى أخوانه من بني إرم بن سام ،

و بما أن إرما جاءت من نسله قبائل عاد و ثمود و عبدضخم و أميم و عبيل و جاسم و طسم و جديس و العماليق و الكنعانيين و الفينيقيين و العموريين و الهكسوس و الفراعنة و كلهم من القبائل العربية

إذن أبناء أرفخشذ كانوا عربا بما أن هودا أحد أحفاده،

مع العلم أن أبناء عيلام بن سام و أبناء آشور بن سام كانوا يتكلمون اللغات الأكادية و البابلية و الآرامية و الكلدانية و السريانية و هي لغات شقيقة للغة العربية القديمة التي كان يتكلم العرب قديما و انقرضت كالثمودية و اللحيانية و الصيهدية،

إذن هم صنف من أصناف العرب،

و بالتالي فأن بني قحطان بن عابر بن شالح بن قينان بن أرفخشذ بن سام (القحطانيون) فرع من العرب مثلهم مثل بني عدنان الذين اكتسبوا عروبتهم من آبائهم إسماعيل و ابراهيم عليهما السلام الذين هم أحفاد لفالج بن عابر بن شالح بن قينان بن أرفخشذ بن سام،

إذن هم ليسوا أصل العرب إذا نظرنا أيضا بعروبة ذرية إرم بن سام العرب القدماء و من أخطاء التاريخ العربي تسمية العرب القدماء بالعرب البائدة، فهذه التسمية تخالف ما ورد في القرآن الكريم الذي يقرر أن رسل تلك الأقوام عليهم السلام قد نجوا ومنهم من آمن معهم بعد هلاك أقوامهم،

ولأن القرآن هو المصدر الوحيد فلا يجوز أن نقرر إلا كما نص ولهذا بدلت تسمية (البائدين) بـ(القدماء).

وعندما تقول العرب البائدة لا تعني بها أقواماً انقرضوا فلم يبق منهم أحد. قد يقل عدد قوم بالكوارث أو الذوبان في غيرهم (بالاستعمار أو الانتقال من دين إلى دين أو من حكم سياسي إلى آخر) فيتوقف تاريخهم وتبطل حضارتهم فنقول: إن هؤلاء القوم قد بادوا مع العلم بأنه قد يكون قد بقي منهم بقايا قليلة أو كثيرة ولكن من غير قيمة حضارية والتاريخ إنما هو ( تطور الحضارة)

فإذا فرضنا جدلا بأن هودا عليه السلام النبي العربي ليس عابر بن شالح ، مع العلم بأن عابر هو جد القحطانيين الأصلي مثله مثل العدنانيين فأن ذلك يجعل القحطانيين في مأزق مع أنفسهم بأنهم عربا مستعربة أيضا.

خلاصة المقال بأن القحطانيين و العدنانيين من الجيل الثاني للعرب الجدد الذين غلبوا في جزيرة العرب بعد تشرذم العرب القدماء  بأقدميه القحطانيين على ذلك و تأخر العدنانيين بعدهم و أن عروبتهم مكتسبة من جدهم أرفخشذ بن سام ضاربة في القدم كأخوتهم من ذرية العرب القدماء ، ذرية إرم بن سام ، عيلام بن سام و آشور بن سام.

نخلص بذلك بأن أصل العرب هو سام بن نوح عليهما السلام و منه جاءت أصناف العرب.

لكن السؤال المحير !!

ما وضع بني إسرائيل ؟؟

و هم من ذرية إبراهيم عليه السلام و لغتهم اللغة العبرية و هي لغة كنعانية عربية قديمة.

هل يدخلون بالإثنية العربية بما أن أبناء سام من حولهم  عربا ؟؟

!!!!!!!!!

تم

عبدالرحمن التيمي



المصادر


  إحسان النمر، أمراضنا ومشاكلنا.

  د. محمد معروف الدواليبي، دراسات تاريخية عن مهد العرب وحضاراتهم الإنسانية

  عمر رضا كحالة، العربي من هم وما قيل عنهم،

  دومينيك سوردل، تاريخ العرب،

  موتكرمري وات، البدو،

  قواد حمزة، قلب جزيرة العرب

 ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، المقدمة، 

  صاعد أحمد التغلبي، طبقات الأمم،

  محمود سليم الحوت، الميثولوجيا عند العرب،

  ابن سعيد الأندلسي، نشوء الطرب في تاريخ جاهلية العرب

 د. علي جواد، تاريخ العرب قبل الإسلام،

  المسعودي، مروج الذهب،

  الطبري، تاريخ الطبري، 

  جرجي زيدان، العرب قبل الإسلام،

  النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب، 

  د. عمر فروخ، تاريخ الجاهلية،